السبت، 19 يناير 2013

قلب يستحق الدفء



ذات شتاء وعلى جنبات الغابة راحت الرياح تضرب أوراق الأشجار بعنف ، وحين زمجر الشتاء معلنا قسوته على سكان غابة الحكماء ، بدا له لما انخفضت الحرارة بشكل جعل اسنان الأوراق الخضراء تصطك فى عنف بالغ أن قلب حبيبته المرهف على وشك التجمد ، وعندما سالت دمعتان على خده حزناً عليها  بعد أن أمسك يدها واستشعر برودة جسدها المتجمد ، راح يبحث ويفتش فى جنبات الغابة عن نار حتى يجعلها مدفأة لقلب حبيبته النقي تلك الفراشة الملائكية ... ولكن لم يكن القدر ليجود بها فى مثل ذلك الوقت وخاصة بعد أن أغلق الجميع نوافذ الأمل وفتحوا أكف الحاجة في أبشع صور الإنسان عندما يحتال على قلوب أحبته

عندها رفع كفيه للسماء متضرعاً لرب الغابة فى صمت وهو يقف على شرفتها المفتوحة ليدعو أن يتحول لشجره جافة كي توقد منها تلك الملائكية نارا تستدفئ به ، ولما نظر فى عينيها نظرة مودع ، قال لها ... حبيبتى اقتربي منى لأقبل يدك وراح ينفخ في كفيها ليبعث فيهما الدفء.

تقول الفتاة لما قبلته بين عينيه واغمضت عيني لبرهة لم اكن لأعرف أنه سيفعلها ... سيجود بنفسه حتى ينقذنى ، ولما فتحت عنين لم أكد  ارى سوى شجرة جافة امامي وانا امسكها بيدي ، ولم استيقظ سوى على صوته فى السماء يطلب مني أن أقطع الشجرة لأجعلها وقودا للمدفأة ... تقول بكيت في تلك الليلة حبيباً وصديقاً وعشيقاً وزوجاً حتى سالت أنهار الغابة ولسنوات عجزت عن تجفيف دموعها

تروى السلحفاة العجوز ان نار تلك المدفأة التى اوقدتها ليلتها من أغصان شجرة عاشقها لم تنطفئ منذ ذلك الوقت .. وانها اصبحت قبلة كل العشاق فى ليالي الشتاء الطويلة لسنوات وسنوات ... ثم اردفت تقول الدفء يشع من قلوب العاشقين حيث مروا ومدفأة الحب تحيل برد النفوس لجنة دافئة ... لكن غابة الحكماء تحتاج لمئات المدافئ حتى تنقذ الغابة 




هناك 4 تعليقات:

  1. جميلة جدا
    مشاعر دفاقة تنساب بسلاسة عبر كلماتك

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا نهى على صفحات حكايات عابر سبيل ، لا أخفيك القول انى كنت مترددا أن أضع تلك القصة القصيرة كونها مغرقة فى الرومانسية الحالمة ، لكننى عايشت قصة حقيقية تقترب منها حدثت احداثها أمامي وكنت مقرباً من أبطالها .. لقد أيقنت حقا وقتها ان الحب قد يصنع المعجزات

      أهلا بك مرة اخرى على صفحات الحكايات وارجو ان تجدي بين ضفافها ما يجعلك تعودين هنا مرات أخرى

      دمت بكل الود

      حذف
  2. الحكماء لا يحتاجون لمدفئه العشاق ..العشاق هم من يحتاجون لمدفئه الجكماء
    فى العشق لا يوجد مكان للحكمه والا لما تحول الحبيب هنا لمجرد افرع يابسه فقط لتدفئة الحبيبه

    دام قلمك مبدع وسردك سلس وشيق

    ردحذف
    الردود
    1. مرورك العابر عطر صفحات حكايات عابر سبيل لولي

      الحب هو حياة وقلب يذوب فى الآخر حتى لا يبقى منه شئ ، ذلك الحب الطاهر النقي الذي يمنح البعض دفء الربيع فى اوج الشتاء ويجعل الزهور تتفتح حتى فى الخريف

      ارجو ان يطول بقاءك على صفحة الحكايات وارحب بتعليقاتك الرائعة باستمرار

      دمت بكل الود

      حذف