من كتاب إنجيل الحكمة الصينية

كنت على موعد مع كتاب التاو تي - تشينج أو ما يدعى انجيل الحكمة التاوية في الصين ، والذي ألفه احد الحكماء القدماء في الصين ويدعى لاو - تسو ، في القرن السادس قبل الميلاد ، وما ان بدأت اقلب صفحاته حتى تجلى الفكر الصيني منذ القدم في النظر إلى الحياة الإنسان والوجود بشكل كامل ، على انه نتاج قوتين ، تنتشران في كل مظاهر الوجود ، واطلق عليهما ال "يانج" وال "ين" ، وهما قوة الموجب وقوة السالب ، أو المذكر والمؤنث ، وهاتان القوتان بالرغم من تعارضهما تعملان معاً ولا تستطيع احداهما الغاء او هزيمة الأخرى ، وهكذا الليل والنهار ، الخير والشر ، الحياة والموت ، الحرارة والبرودة ، الجفاف والرطوبة ، الحركة والسكون ، وتلك القوى في تبادل تلقائي فما ان يصل احدهما إلى أقصى درجاته حتى يتحول تلقائياً للنوع الآخر ، او يبدأ فى التناقص حتى يتحول للنوع الآخر

يمثل رمز بأعلى قوتي اليانج والين ، وهو دائرة تحوى مساحتين واحدة مظلمة والأخرى مضيئة ، والدائرة القاعدة تعبر عن الوجود الأول قبل وجود اي مخلوق ، والمساحتين المظلمة والمضيئة في وضع دوران يدل على التناوب الأبدي بينهما ، فالليل يتناوب مع النهار ، والبرد مع الحر ، والخير مع الشر ، وما تم احدهما حتى بدا في التناقص حتى يصل للنقطة الفاصلة ليتحول للنوع الآخر

يقول الحكيم لاتسيو مؤلف كتالب إنجيل الحكمة التاوية فى الصين قبل آلاف الأعوام

في معرفة الآخرين ذكاء  …  في معرفة الذات بصيرة

في قهر الآخرين قدرة    …  في قهر النفس قوة

إذا أردت ضغط شئ     …  يجب أولا أن يكون ممطوطا 

إذا اردت إضعاف شئ    …  يجب أولا أن يكون قوياً

إذا أردت أن تأخذ من شئ …  يجب أولا أن يكون ممتلئاً

رجل الفضيلة لا يشعر بفضيلته  … لذا فإنه رجل فاضل

إسمك أم شخصك أيهما أعز؟ … شخصك أم متاعك أيهما اثمن؟ … الخسارة أم الربح أيهما أكثر إيلاماً؟


------------------------------------------------------

* تعريف التاو
التاو هو الدائرة التى تشمل قوتي الحياة وهما اليانج والين معاً ، والتو هو المبتدأ قبل وجود الكون وهو الشئ الثابت فى الكون ولا يتغير ... لم يكن يعرف الصينيون مفهوم الإله لأن الهتهم هم ملوكهم ... لكنهم اقتربوا كثيراً بفطرتهم من فهم الخالق ، ولنطالع حكمتهم التى دونها حكيم الصين لاتسيو منذ آلاف السنين 

--------------
يقول لاتسيو

عندما يسمع التلميذ النجيب بالتاو* ... يعطيه كل إهتمامه ووقته
عندما يسمع التلميذ العادي بالتاو ... يعطيه اهتمامه بين الوقت والآخر
عندما يسمع التلميذ الغبي بالتاو ... يضحك بصوت عال
إذا لم يكن هناك ضحك ... فإن التاو لن يكون ما هو عليه

من هذا المنطلق يذهب القول إلى أن

الطريق الواضح ... يبدو معتماً
الطريق الممتد امامك ... يبدو ممتداً خلفك
الطريق الممهد ... يبدو وعراً 
الفضيلة الكبرى مثل الوادي ... البياض الناصع يبدو داكناً
الفضيلة التامة ... تبدو ناقصة
الفضيلة الخالصة ... تبدو غير نقية

المربع الأمثل ... لا أضلاع له
الإناء الأمثل ... لا يمتلئ
النغمة المثالية ... لا صوت لها
الصورة المثالية ... لا شكل لها

التاو يحجب نفسه .. لكونه بلا مثيل (إسم)
التاو وحده هو الظاهر في العطاء والفعل

---------


نقل بتصرف
المصدر: كتاب إنجيل الحكمة الصينية ترجمة فراس سواح