قصص قصيرة



حدث ذات زمان

فى زمن لم توقد فيه الشمس .. طلبت كل غريزة أن تمنح قلب الإنسان ، وعلى شاطئ الكون الأول سكنت صفحة ماء وازدانت بخيال اخاذ معكوس فوق الوجه لينير الأكوان من جوف المشكاة ، في تلك الساعة زاد الصخب وعلت الصياحات وتقافزت المحارات التى لم تخلق بعد .. لما خرق الصمت ، ولما اصطفت كل غريزة كي تصنع حلقة حرب وتعاركن جميعاً في ذاك اليوم ... وعلى غير المتوقع ... هزم الخوف كل غريزة أخرى ... بل أسقطهن جميعاً أرضاً ... وأوشك أن يعلن ملكاً على قلب الإنسان ، لكن الأقدار تخبئ ما لم يأخذ في الحسبان ... ذلك أن أسقطت الرغبة .. الخوف  تحت حوافرها صريعا .. وانطلقت تخطف قلب الإنسان وتفر بعيداً ... والإغرب أن الإنسان لم يأنف أن تعلو ظهره وعلت وجهه ضحكة بلهاء غنجاء دوماً ، من ذاك الحين يمشى الإنسان محني الرأس .. محنى الظهر .. ويضاجع ظهره سوط الرغبة .. وقد سقطت عنه أوراق التوت ، لكن  القلة قد نالت حريتها ذات صباح لما ألقت حمل الرغبة نحو الأرض وجعلت منها جسراً تعبر فوقه باقي غرائزه المزروعة في فجر التاريخ نحو الغد.





السقوط

وقعت أحداث هذه القصة على أطراف غابة الحكماء ، حيث تقع مجموعة من الجبال ذات القمم المرتفعة .. يروي الصقر الذي قارب الأربعين عاماً ويسكن فى اعلى قمة الجبل ، أنه منذ أكثر منذ ثلاثين عاماً مضت اعتاد رجل خياط على القيام بعمل غريب فقد كان يأتى إلى الجبل على فترات ليقوم بغزل شبكة بخيوط رقيقة حتى تصنع الطيور أعشاشاها عليها فى الربيع ، ويذكر الصقر اليوم الذي سقط فيه أحد افرخه ولم يكن أتقن الطيران بعد وسقط على تلك الشبكة فنجا من الموت .. يقول الصقر فى أحد الليالى جاء إلى الجبل عاشقان ، وتسلقا قمة الجبل ووقفاً فى أعلى ينظران إلى النجوم ويهمسان للكون بكلمات الحب واستغرقاً الليل بأكمله  ... وفي منتصف الليل قررا العبور من الجسر القديم المتهالك ناحية القمية المجاورة ، وقد أغلق هذا الجسر بأوامر من الحاكم لأنه جسر هلاك وسقط من فوقه الكثيرورن ليلقوا حتفهم ، عبر العاشقان وفي منتصف الطريق انهار بهم الجسر فسقطا ... يقول الصقر بكيت كما لم أبكي من قبل وأنا اراهما يدفعان ثمن ذهابهما بعيداً ... يقول ولكنى ضحكت كما لم أضحك من قبل عندما تلقفتهما الشبكة القديمة وكانت مازالت موجودة بالرغم من موت الخياط من اكثر من 10 سنوات ... يقول ضحكت عندما سمعت الفتاة وهي تمسك بيد الشاب بعد أن وصلا إلى الأرض سالمين وتقول ... رحمك الله يا أبي لقد كنت حصنى دوماً حتى بعد رحيلك ... لقد كان الخياط هو والد تلك الفتاة





القــــارض


لما وصل الأب وابنته عند عين الحب حيث تقف شجرة الكافور الكبيرة شاهدة على تاريخ غابة الحكماء ، قال الأب لأبنته ... يا ابنتى الحب هو هبة الله للجميع أنظري هناك واشار بيده الى فتحة دائرية فى جزع شجرة الكافور ، ثم قال يا فتاتي هل تعرفين من يسكن هنا ... لم ينتظر الأب ان تجيب ابنته بل قال .. هنا يسكن قارض عجيب يخرج دوماً من بيته كلما حل الربيع ، يخرج ذلك السنجاب الصغير بعد أن ينتهى فصل الشتاء يحمل قلباً في يده ويظل يقبله على مشهد من الجميع ويغسله بالضياء عند العين  ... هذا السنجاب لم يبحث يوماً عن طعام برغم طول شتائه ، ذلك أنه ذات صباح  لما منحته الفاتنة قلبها خالصاً ، متطهراً من العين ، أخذ يقبله بكل غرام ثم مضى في الغابة يخبر كل من قابل انه التقى حبيبته ذات صباح ، وراح يصف صاحبة القلب الطيب التى همست في حنو بقلبه بسهام عشقها المسحورة حتى أصبح لا يقدر ان يحيا بدونها ، فلما ان قابلها أزهرت الغابة وسطعت الشمس لتحيي هيكلاً مهدوماً كانه ، فاحتفلت به الغابة ... ولما تزوجها أصبح بيتهما قبلة كل عاشق متطهر ... لما انتهت السمكة الحمراء من خبر الأب وابنته ، وودعت زميلاتها ومضت في طريقها فى النهر الذي يمر بالغابة ، وجدت طعاماً فابتلعته فصادها رجل فقير وذهب بها لبيته وطلب من إبنته التى قد أتى ربيعها أن تجعلها طعام الغداء ، فلما وضعت على طاولة الطعام أمامهم ، نظر أبوها نحوها فى عطف قائلاً يا ابنتى كونى طيبة القلب محبة للخير وخذي السمكة لجارنا الفقير فأطفاله لم يتناولوا طعامهم منذ الصباح






درس فيزياء  ... السقوط الحر

وقفت مارى في شرفة جامعة بنسلفانيا وهى تمسك بيد فليب فى حنو وتقول له ، اتدري فليب فى درس الفيزياء اليوم ، يبدو ان البورفيسور لا يدري كيف يحسب جاذبية الحب والقلب باستخدام السقوط الحر ، ابتسم فليب وهو يهمس ..  كم انت حالمة ورقيقة ماري ، هل هناك ما يدعى بالسقوط الحر القلبي ؟قالت مارى سأجعلك ترى بنفسك فليب ، واخذته من يده وأوقفته أسفل المبنى ، ثم صعدت إلى أعلى المبنى ، ونادت عليه .. فليب سوف ألقى إليك بقلبي من هنا من وضع ثبات لم يتحرك فيه جهة قلب آخر طوال عمره ، وعليك ان تحسب سرعة سقوط قلبى نحو قلبك والزمن الذي استغرقته لأهيم فيك ، وبذلك يمكنك حساب جاذبية الحب وجاذبية قلبك لقلبي ... ولكنى أحذرك فليب بأن عليك فعل ذلك بكل دقة حتى تستطيع أن تمسك بقلبي المسافر فى عشقك ، وان أخطات ، فلن أندم أن قد القيت إليك بقلبي ذات مساء 
أمسك فليب بالقلم ودون على اللوحة المعلقة على حائط الفصل أمام الطلبة لو عرفنا المسافة بين القلبين والزمن المستغرق لتلاقيهما مع معرفة ان القلبين لم يعشقا من قبل لأستطعنا باستخدام قانون نيوتن للسقوط الحر حساب جاذبية القلب ... ثم رسم قلبا على اللوحة وكتب داخله مارى كم أفتقدك فى ذكرى رحيلك

وضوء الحب


على أطراف غابة الحكماء ذات يوم قال الأب لإبنته ذات الستة عشر ربيعاً فى حنو .. يا ابنتي فى غابة الحكماء تتوضأ الحسناوات من عين الحب المتدفقة فى قلب الغابة والتى تعانق شجرة الكافور الكبيرة هناك ، واشار بيده الى نقطة فى الأفق ، ولذلك يا ابنتى قصة ، حيث نقل لى أبي أن هناك وقفت  عاشقة ذات ربيع ، واخرجت قلبها بيدها وغسلته بالماء وبضوء القمر وعطرته وزرعت فيه وردة وإبتسامة  ، ومنحته لمن أحبها بكل قوته دوماً ، فوضع ذلك القلب الطاهر داخل قلبه وعاهدها على المضي قدماً فى متاهة الحياة قلباً واحداً فى جسدين ... ولما أن حفظ القلب طاهراً ولم يدنسه ومضت الأيام فتزوجها احتفلت كل الغابة بزواجهما وصات عين الحب هى قبلة كل العشاق فى الغابة ... فالحب يا ابنتى هو هبة من الإله  للناس ، لكن الحب كائن يجب أن يتطهر دوماً فلا يعلق الحب بما قد يرديه قتيلا تحت معول الرغبة ، ذلك هو الحب يا ابنتى زينته الطهر .. وعنوانه التسامح والعفو ... فأحبي ، ولكن عندما تجدين من يستحق ذلك القلب الطاهر بحق .. فعليك بالوضوء من العين ولتبقى طاهرة دوماً ... ولتعلني للمستقبل انك أعلنتى عليه التفاؤل ولتغرسي بذور الحب فى كل مكان ولتسقيها ماء التسامح ولتجعلى ردائها العفة
فتحت الأربعينية المبتسمة عينيها ، بعد أن استرجعت فى لحظات وصية والدها ذات يوم ونظرت في عيني زوجها فى حب وهي تقول ... زوجى الحبيب فلنذهب للعين فقد اشتاق قلبى وضوء القمر.





حبيسة المرايا


هذا أثر مرض قديم عالجوني منه بالخطأ رحمك الله يا ابي ، كبرت لكن الجهل مازالت آثاره على وجهي ، وهذه الندبة من جرح على إثر مشاجرة مع رجل كان يشاركنى وجهي لسنوات وسنوات وفي كل مرة يصر على أن يترك آثاره بارزة على وجهي حتى يخبر العالم أنه رجل قادر على ترك ندوب على وجه امرأة ، وهذه وهذه وهذه ... 
هكذا كانت تقرأ الأربعينية حبيسة المرآة ماضيها وفي لحظات استعادت ما مرت به خلال سنوات طويلة ... ولما لم تر أي جمال قط ، ذلك بعد أن فارقتها الإبتسامة التى زرعها فوق شفتيها رجل التقته صدفة بمساء فى متاهة العمر ، قررت فى لحظة صدق أن تصارحه بما رأته فوق مرآتها  لما سمع الرجل اعترافها ... التفت إليها فى حنو قائلاً .. كنت اعتقد أن المرآة نرى بها جمالنا وآثر ضحكتنا على وجوهنا ... ثم أنه فى غفلة منها كسر المرآة قائلاً لست بحاجه لمرآة ... في ذلك اليوم منحها عينيه لترى نفسها من خلالهما وللأبد لترى طهرها ونقائها وطيبتها وجمال ابدعته ابتسامة خرجت من قلبها لتتربع فوق شفتيها لترسم لها طريق المستقبل
دونت كتب التاريخ ان تلك المرأة غيرت مقاييس الجمال بعد أن اضحت أميرة القلوب لكل من التقوها ... وصار الرجل الذي منحها عينيه يرى الحياة من خلال عشقه لها بعد أن منحها عينيه.




مدرب الأكروبات

سأصمد ... سأكمل ... لن أستسلم لضعف يداي ... ما زلت قوياً ... بل لن أسقط اليوم ... ولن أسقط غداً
هكذا كان مدرب الأكروبات صاحب البطن المتدلية والذي تجاوز عمره الخمسين يحدث نفسه أثناء تلك اللفة التى قام بها وهو متعلق على لعبة العقلة ... دارت كل مشاهد حياته امام عينيه خلال الدورة الثانية ، فى الدورة الثالثة عقد العزم أن يظهر أمام فريق الشباب العشريني الذي يدربه بقوة شاب فى مثل عمرهم

فى أثناء الدورة الرابعة والأخيرة وهو يقفز فى الهواء ليدور حول نفسه قبل أن يستقر على الأرض ... كان أفراد فريقه يستعدون لتلقفه لأنهم يعرفون حقاً أنه ساقط لا محالة بدونهم بعد أن تقدم به العمر 

وهكذا كان هذا المدرب يعلمهم فنون لعبة الأكروبات ... ويلقنهم فنون النفاق الذي سينفعهم فى مستقبلهم

Posted Image




أبجديات الصيد
قف .. اختبئ .. اهدأ .. ترقب .. حدد ظبيتك المختارة ... ثم صوب ..  أنت صياد فاشل ، هكذا قال الأب لأبنه وهو يعلمه كيفية الصيد فى أحراش غابة الحكماء ... يا بنى أبجديات صيد الظباء تختلف عن أبجديات صيد الوحوش .. لما رأى الأب علامات التعجب على وجه إبنه ، التفت إليه قائلاً .. يا بنى لتصطاد الظبية يجب عليك ان تثير غيرتها أو شغفها أولاً ... ثم بعد ذلك تبتعد عنها .. وهى ستتبعك أينما ذهبت ... أنظر عندما نطعم أحدى تلك الظباء بأيدينا كسرة خبز أونسقيها شربة ماء ... ستنتاب الأخريات مشاعر الغيرة وسيتبعنك حتى باب الحظيرة .. بكل هدوء .. لا تستخدم سلاحك عندما يكون ذكاءك هو الأمضى حداً





وداعاً

تقول العرافة المقدسة انه ذات ليلة مظلمة فى غابة الحكماء .. سارت تلك العنزة التى أدماها جفاف الغابة نحو مصرعها .. لم يملك لها الراعي سوى أن ينسحب من المشهد حتى لا يراها وهى تلقى مصير محتوم بعد أن أبت الا المسير ممسكة بذيل الذئب وقطعت خيط الأمل في نجاتها ... تحتاج بحق لمعجزة لتنقذها وليس لصوت الراعي .. الله معها






الذئب
تروى الحكايات أن عنزات غابة الحكماء المتشحات بالسواد الذي تركته عليهن ايام جفاف الغابة .. كن يهوين ذئاب الغابة .. شريطة أن يرتدي الذئب فرو خروف أبيض بلون الثلج .. وأن يمر بين طرقات الغابة يداعب أحلامهن بمعزوفته الفاتنة على ناي ساحر ولسان طليق عذب .. وحدث ان استيقظت الغابة ذات يوم وهى خالية من العنزات .. بعد ان تصارع عليهن الذئاب الذين اكتشفوا الطريقة المسحورة تلك لقنص تلكم العنزات ... وحدث ان قاومت بعض العنزات مصيرهن المظلم وقررن الهروب من المصير المحتوم للغابات المجاورة

لما سكت حكماء الغابة عن ذلك العبث بمقدرات الغابة ... مضت الأيام واقبلت أخر وأصبحت الغابة خاوية على عروشها ينعق فيها البوم ولا يجد هؤلاء الذئاب غير عض اصابعهم من الجوع والصراع على ما تبقى من عنزات كن قد يأسن من الحياة

Posted Image



قطرة مطر
تلكم الليلة لما سقطت تلك القطرة على كفه بعد أن مدها لتلقى بركة السماء ، كانت جد مختلفة .. ولما حاول فك رموزها بإصبعين حركهما الشوق ألفى تلك الملائكية متكومة داخل تلك القطرة منكفئة على نفسها تنعي حريتها ولما ان نزع عنها ملابسها المبتلة ومنحها الحرية التى لم تحلم بها يوماً ... نزعت قلبها من بين ثنايا جوفها وفتحت قلبه وووضعته داخله ونظرت فى عينه وهي تبتسم قائلة .. اهب قلبى لمن منحنى حريتى فى يوم ميلادي هذا .. أهب نفسي لمن ملكنى ... لم يكن يدرى انه فى هذه الليلة اصبح يحيا بقلبها هي حيث ترك قلبه هناك للأبد داخل جسد تلك الملائكية

تقول الأسطورة انه بعد تلك الليله لم يعثر لهما على أثر ولكن نبت فى تلك البقعة ... زهرة جوري تزهر طوال العام






المتسول
لما مر ذلك المتسول الغريب أمامي وأنا اعبر طرقات المدينة ، لا أدرى لماذا استرجعت ذكرى حيوانات غابة الحكماء المفترسة التى جابت الغابة يوماً ما طولاً وعرضاً وفرضت سطوتها على الجميع ، فلما أن تغيرت الأوضاع تحولت لحيوانات متسولة تمد يدها للمشاهدين فى السيرك ولا مانع من أن يقوم الأسد الذي ملك الغابات بعمل عجين الفلاحة فى مقابل بضع جنيهات يستطيع أن يشترى بها قطعة لحم .. ذلك أن تعيينه اليومي كموظف فى الحكومة أصبح الخبز الجاف والماء ... لذا تحول إلى فراشة وديعة وتغلبت غريزة البقاء عنده على غريزة القنص .. فخارت قواه لتناسب الوضع الجديد .. وأتقن بعض الحركات الراقصة .. ومارس بعض المجون ... ذلك أن جمهورك الجديد أصبح يألف المجون ، وهكذا مرت الأيام لتثبت بما لا يدع مجالا للشك ... أن الحيوانات أيضاً تتأقلم





دليل أكل السلطة اليونانية

قد يعتقد البعض أن السلطة اليونانية تؤكل كغيرها من السلطات ... ذلك الظن هو خلاف للحقائق التى اتضحت جلية .. بعد ذلك الغداء الحالم الذي جمع الشمس والقمر حول تلك الطاولة المنعزلة فى ذلك الركن الهادئ ... حيث اكتشف الإثنان السر الذي أخفاه ذلك العاشق الذي صنع تلك السلاطة للمرة الأولى فى فجر التاريخ .. ذلك السر الذي أخفاه بين ثنايا قلب تلك المرأة التى عشقها ذات يوم
للحصول على أكبر قدر من المتعة أثناء أكل تلك السلطة ، اكتشف الشمس والقمر أنه يجب اولاً تهيئة القلب لما هو مقبل عليه بعدة نظرات حالمة شريطة ان تكون فى عين من تحب مباشرة ، بعد ذلك يجب أن تهمس الشمس للقمر ثلاث مرات أحبك بصوت يدغدغ مكونات تلك السلاطة ويرد عليها القمر وانا أعشقك ... ذلك سيدفئ مكونات السلاطة قليلا ويجعل مكوناتها أرق وأجمل  ... ولا مانع من بعض القبلات الخفية .. وإن كان ذلك سيرفع حرارة السلاطة لدرجة كبيرة قد تعجز مكوناتها وقتها عن التماسك وقد تدفع الشمس والقمر لإحتضان بعضيهما فى مخالفة صريحة لقوانين غابة الحكماء
بعد ذلك تتناول الشمس قطع الجبن بإصبعين وتضعها بين شفاة القمر ببطئ وخلال ذلك تتحسس الأصابع ملامح تلك الشفاة التى لطالما عشقت الشمس وحدثت الدنيا بأسرها عن جمال الشمس وفتنتها ورونقها والقها ... فى أثناء ذلك يكون القمر يتحسس تلك الأصابع بشفتيه وهو يقبل فيها الحب فى أسمى صوره ... عند ذلك تذوب قطعة الجبن وتتحول الى فيض من مشاعر الحب الملتهبة .. تنسحب أصابع الشمس فى هدوء ناحية شفتيها ليتذوق اللسان طعم تلك الشفاة التى عانقت تلك الإصابع فى غفلة من زمن وتركت عليها آثار عاشق
ثم بثلاثة أصابع قد طبع عليها القمر قبلة حانية يتناول قطع الخس ويهمس فيها أخبرى من سيسكنك قلبه أنى أحبه وكونى رسولى إلى ذلك القلب الذي أعشقه ثم يرسل معها ثلاث قبلات حارة كوديعة تسلم لقلب الشمس ... وبهدوء يقترب من شفاة الشمس التى تتحرق شوقا لملامسة وتقبيل تلك الأصابع ويضع بينهما قطعة الخس تلك وهو يتحسس جمال تلك الشفاه بأصابعه .. فى اثناء ذلك تطبع شفاة الشمس العديد من القبلات الحارة على تلك الأصابع التى منحتها الحياة ... ثم تنسحب تلك الأصابع لتعود لشفاة القمر ليقبلها وليتذوق طعم تلك الشفاه التى سكنتها للحظات هى العمر كله
وأخيرا أحرص على أكل السلطة مع من تحب منفرداً وبعيداً عن أعين المتطفلين والذين يرون فى كل عاشق مجذوباً جهة النور ... والأفضل ان يحضرها نادل محب وحالم يقف بعيداً ليراقب المكان حتى يعطى الفرصة للعاشقين لتناول طبقهما فى هدوء .. ولا مانع من ان يقف بالقرب ليلتقط بعص الصور للعاشقين أثناء تناول السلاطة
نسيت أن أخبركم ان علامة نجاح هذه الطريقة هو تأبط الشمس لذراع القمر بكل قوة بعد مغادرة الطاولة ولكن أحذركم بعدم استخدام المصعد لمدة عشر دقائق بعد تناول هذا الطبق لأنه قد يؤدى إلى قبلات حارة تهدد سلامة المبنى ... وقد يستطيع الإثنان التحكم في نفسيهما ولكن هذا جد مستبعد .. وقد يحدث






إعترافات عاشقة

حدثنى من لم يكذبنى أنه ليلة اللقاء المرتقب بين الشمس والقمر لم تغفل أعينهم وبات الأرق رفيقهما ، ولما كانت الشمس غارقة فى الهيام ، عاشقة للقمر بكل جوارحها منذ التقته يوماً تحت المطر ، فقد قررت كتابة صك حب للقمر ، فارتدت ثوب الأدباء ، وتناولت قلم الحب ، وارتشفت قبلات القمر فى أحلامها ... وكتبت التالي :
فاتورة قلب-----الإسم : قمر أحبهالصفة : حبيبىالهدية : عمر من السعادة لا يحسب بالساعاتالفاتورة : وفاء بالتقسيط حتى الموت-----هذا الصباح سأتأمل ملامح إبتسامتك مباشرة دون وسائط ، وسوف استنشق شذى ضحكاتك وستصلني أنفاسك ، وسأود لو أقبل جبينك .. ليتنى أفعلوعلى شرفات فجرى سأهمس لطيور الحب .. إحفظى هذا الوجه جيداً .. فهذا وجه حبيبى
فجر ربيعى يبدأ بنظرة من عينيك .. وتفاصيل سعادتى أكتبها من وحى شفتيك هل تعلم .. أنا بك أجمل ، وأسعد ، وأروع ، بل واصغر .. حبيبى .. وجه الفرح القادم انت
أيها الحبيب .. تتمخطر فى قلبي رقصة مطر .. سحابة ألق .. وعلى ثغر نهاري تزهر قصائد الأشواق .. حنيناً لا يتوقف وعشقاً به أغرق
فى داخلى طفلة تتلصص على قلبك وتسترق السمع من نبضك ثم تترنح فرحاً وهى تحضن كلماتك .. تتقافز ابتسامتك فى قلبي لتغرد بها عصافير الفرح فى صباحي 
صباحك حب ، صباحك شوق ، صباحك عشق ، صباحك ... أنا
بحبك جداًالشمس
ثم أنها طوت الخطاب وعطرته بقبلاتها وبأحب العطور إلى قلبها ووضعته فى مظروف أنيق طبعت عليه ذكرى من شفتيها ستبقى للأبد محفوظة فى قلب القمر .. ثم خلدت للنوم بعد عناء فى انتظار لحظات الصباح التى ستحمل معها مغامرة عمرها
لم تكن الشمس وهى تطبع قبلتها على الخطاب أنها ستحيل ليل القمر إلى نهار دائم وأنه سيصير مجذوبا فى حبها للأبد ... منذ ذلك اليوم اعتادت فتيات قريتنا الغناء للقمر عندما يغيب عن وعيه عندما تعاوده الذكر ... يللا يا بنات الحور ... سيبوا القمر يدور



فيلم ثري دي
حدث يوماً ان شاهدت الفراشة مع اليعوسب فيلماً ثري دي فى دار عرض، وبعد ان وضع الإثنان النظارات على وجهيهما ، واحتضن احدهما الآخر بعد إطفاء الإنوار ... ظلت الأحداث تتسارع والمقعد يتحرك صعودا وهبوطاً وتيار الهواء البارد يلفح وجهيهما ... لكن كل ما يتذكره الإثنان هو تلك القبلة ودفء الحضن المنتزع من مخالب الدنيا التى كانت تدير الفيلم فى مؤخرة دار العرض بشكل هيستيري والتى رفضت ان تضع فيلماً آخر لما رأت الحب يطغى على مشاهد الفيلم ... حقاً انها الدنيا




عيد ميلاد الشمس الدافئة
فى يوم ميلاد الشمس واعدها القمر على شاطئ البحر ، حيث تناولا الإفطار معاً وتشاركا قطعة الزبد وكيك الشيكولا ، الغريب أنه صباحاً لما سطعت الشمس فى أبهى زينتها وجمالها تخفت فى رداء أسود ونظارة شمسية سوداء مرصعة بالماس أثناء تأبطها ذراع القمر فى عشق وذلك خوفا من السُحب المتناثرة هنا وهناك  ... لكنها بعد قليل كادت تعلن للعالم كله عشقها للقمر 
كانت الشمس بالفعل دافئة مما جعل أحمرار وجهها وانسياب حبات العرق التى تشبه حبات اللؤلؤ فوق جبينها يزيدها جمالاً
اشهدت الشمس مياه البحر على حبها ذلك ، وهامت مع القمر فى مغامرة نسجت أحدثها حول طاولة طعام عليها مأكولات إيطالية ... هناك أعلن القمر والشمس حبهما على مرأى من كاميرات التصوير التى وثقت الحدث
منذ ذلك اليوم التحمت الشمس والقمر فصارا جسداً واحداً ولم يفارقا سماء الدنيا أبدأ ليلاً أو نهاراً وتعاهدا على تعانق روحيهما للأبد
قال الحكيم ذلك هو الحب يا ولدي يصير الليل نهاراً والبرد دفئاً والإثنين واحداً والواحد كثيراً والبعيد قريباً والغريب حبيباً 




الهزة

أمسك بكل قوته بزجاجة المياة الغازية وظل يهزها فى عنف بالغ ، ثم فتح الغطاء فجأة ونظر فى وجهها بهدوء بالغ قائلاً .. لم يعد لك مقام هنا ـ إنسحبي بهدوء أو تقبض عليك الشرطة لتجولك فى الجوار دون إذن ، خرجت كل الفقاعات منطلقة جهة المجهول ... تلقفتها أرض حانية فاستنبتتها في ثلاث ساعات شجرة أثمرت فى يومين .... وفي اليوم الثالث امسك بالزجاجة بهدوء طالباً من الفقاعات ان تعود كما كانت سيرتها الأولى


دورة حياة إنسان
قال لى وهو يناولنى البالونة الزهرية التى اختارتها فرح ... أمسكها بقوة تليق بها ، لأنك تمسك بين يديك الآن جزء من تاريخ المكان 
ولما رأى علامات التعجب على وجهي ، إبتسم وجهه الموغل فى القدم ثم قال .. ولدت هنا فى هذه الخيمة ، فلما كبرت قليلا صرت لاعب الأكروبات الأول فى السيرك ، فلما مرت السنوات فوق قوتي ، كان على أن اوصل عبورى .. فتحولت لمدرب كلاب ، فلما ماتت كل حيوانات السيرك ذات شقاء ، أصبحت لاعب دراجة ، فمل مل منها الجمهور ، تحولت إلى مغنى السيرك ، فلما تغيرت الإذواق وايقنت أن اردافى لن تساعدني فى تلك المهنة ، اكتشفت أن كونى مهرجاً سيصنع فارقاً مع الأطفال ... واليوم أعتقد أن بيع البالونات يمكن الطفل من اصطحاب ذكرى جميله معه إلى البيت  ... لذلك ثمن هذا البالون الزهرى مرتفع




النمر القدوة
تلك حالات خاصة جداً ... لكنها تحدث ... عندما نتعامل مع حيوان مفترس بأسلوب تلك الأنثى التى أطلقت على نفسها مروضة وحوش ، ذلك أنها أختارت أشد الوحوش ضراوة وشراسة ... ذلك النمر المتوثب وقامت بربطه فى منتصف الحلقة تماماً أمام باقي الأسود والنمور ، ثم بدأت تشبعه ضرباً بدون أي سبب ... فقط لتتعظ الوحوش الأخرى من المصير المتوقع لها ... لو لم ترضخ للإذلال 

لذا خضعت الوحوش بنفسها بعد أن رأت قدوتها  ، وكان ثمن ذلك الإذلال مكافأة قد تكون قد اقتطعتها تلك المرأة من لحمها هي ، وبذلك تبدلت الأدوار فصارت الحيوانات الذليلة التى تم مكافأتها هى قدوة لذلك الوحش الموثق ... وبدأ يتمنى لو أنه رضي بالذل ونال مثل تلك المكافأة ... وهكذا تمضى تلك الأنثى تمتطي ظهور أكثر الوحوش ضراوة ... ولا أعد الرجل أحدهم


قصة بلد
كما يروي الحصان العائد من ارض المعركة دون صاحبة القصة كاملة ، تروي ملابس مهرج السيرك التى بهتت ألوانها بفعل عوامل التعرية ، وارداف لاعبة الدرابزين البدينة تاريخ وقصة بلد أختزل تاريخه فى عدة دقائق.



كنت صديقاً
عندما اصطدمت تلك الموجة الهادرة ذات صباح بسحابة عبرت حياتها ذات مرة ، نزفت السحابة كثيراً من قوة الإصطدام وادركت انها لن تستطيع ان تمطر الموجة بعد ذلك اليوم مرة أخرى ، وكان عليها الإختفاء وهى تدرى ان هناك قدر ينتظرها مع رفيقة درب أخرى تنتظر على جادة العمر ... فارتحلت وهى تردد كنت صديقاً ذات يوم 


حادثة غرق

وزع الملاك الأحلام مغلفة فى أظرف ، طمع الضبع فى حلم الحوت الضخم ، وفى غفلة من الحوت سرقه ، ولما اختفى خلف التلال فتح المظروف ، فخرجت منه مياة البحر لترديه عن فوره غريقاً


فن الطمع
فى حفل تأبين شهيد غابة الحكماء .. الضبعقال القرد للفأر متهامساً ... قتل الضبع نفسه لعدم اتقانه فن الطمعلما رأى علامات الدهشة على وجه الفأر ، أضاف نعم للطمع فن يبدأ بمعرفة ما نطمع فيه ، فليس من الحكمة الطمع فى مظروف مغلق ، لذا يتوجب معرفة ما يحتويه المظروف أولاًبعد ذلك نقارنه بما نملك لنعرف ايهما افضلبعد ذلك نقيس قدراتنا ... هل فكر الضبع انه قد لا يستطيع تحمل قدر الحوتبعد ذلك نقرر ... هل نستولى على ما يملكه الآخر أم لا 
أومأ الفأر موافقاً ... وفى غفلة من الفأر سرق القرد مظروف الفأر .. المغلق



أسطورة البئر

تحكي الأسطورة أن فى غابة الحكماء حدث قديماً ان أصدر الأسد قراراً بربط العشاق متقابلين فى خيط تنسجه دودة القز فى فرع شجرة أعلى فوهة بئر العشاق ، ومن ينجحان فى التمسك بالخيط ، يندمحان فى روح واحدة ترفرف فوق الغابة للأبد .. على أن ينتظرهما داخل البئر الذئب ، وكان الذئب قد عقد اتفاق مع الغراب الأسود على اشعال النار فى الخيط ووضع قطع زجاج مكسور حول فوهة البئر ، تقول السلحفاة انه شاهدت الغراب بعد ذلك بسنوات مختفياً فى كهف فى شجرة بلوط عتيقة خوفاً من الإيقاع بالمزيد من العشاق وأخبرها أنه متعطل عن العمل حالياً ويبحث عن تأشيرة عمل بمهنة مصففة شعر أو عارضة أزياء فى الغابة المجاورة 


خسوف القمر

ظل العلم حائراً لا يملك أية تفسير لخسوف القمر ، ولكن العرافة المقدسة كانت تعلم جيداً ، انه فى فجر التاريخ ، لما اندمج العاشقان فى جسد واحد ، حولتهم القوة السحرية للحب لقمر يضيئ طريق هؤلاء الذين انطلقوا في دروب الحياة المظلمة ، فلما هزم هارت ماروت ، كان على العاشقين دفع ثمن حبهما بأن يظلاً معلقين بين السماء والأرض ليلة أو أكثر في كل عام ، فيحل الظلام على الأرض ليسقط عشاق أكثر على الطرقات ... حتى تعودا روحيهما إلى موقعها فى السماء فتنير مرة أخرى 



لوحة مفاتيح

إستيقظت ليلاً على صوت معركة قد نشبت بين أزرار لوحة مفاتيح الحاسب الآلي الخاص بي ، تسللت على أطراف أصابعي ، ووقفت بالقرب منه لأستمع لما يدور ، كان الشجار يدور بين كل الأزرار على من فيهم الأحب والأكثر أهمية لسيدهم ، صاح زرار الدخول بدونى تتوقفون أيها الحمقى وتصبحون بلا فائدة ، سخر زرار المسافة قائلاً بدونى تضحى الكلمات كلها ككتلة لحم واحدة ملتصقة فى قاع وعاء الطبخ وبلا معنى ، وأنت ذاتك ستتوقف عن العمل تماماً ، فى عطف قال زرار الحذف وانا اقف خلفكم جميعاً لأصحح أخطائكم أيها المتهورون .. أفلا تحفظون الجميل ، وهكذا ظلت المعركة قائمة ، ثم بدأت تتطاير الأحرف والكلمات فى الهواء لتصيب كل شئ ، وعندها إقتربت فى هدوء حدث ما لم يكن فى الحسبان ، عندما ارتطم زرار الهروب بعينى اليسرى سقط من يدي كوب عصير البرتقال على لوحة المفاتيح فماتت كل الحروف ... دونت في مذكراتى أن العصير كان منتهي الصلاحية لذلك علي توخى الحذر المرة القادمة ومراجعة التاريخ





سباق غابة الحكماء

لما اشتد الصراع فى الغابة بين الخير والشر وانقسمت الغابة لفريقين ، قرر الأسد عمل سباق جري بين الإثنين ، إختار الشر الذئب الأسود ليتجسد فيه ، في حين إختار الخير الحمل الأبيض ليتجسد فيه ، واعلن الأسد بدء السباق ، وانطلق الإثنان بكل عزم وقوة فى طرقات الغابة ، وتقول المصادر انه حتى الآن وبعد مضى ما يقرب من عشر سنوات لم يصل الحمل بعد إلى خط النهاية ، فى حين وصل الذئب إلى خط النهاية فى نفس اليوم وعلى ثيابه بقعة دم صغيرة ، ولازالت الحيوانات مصطفة عند خط النهاية تنتظر وصول الحمل حتى الآن ، في حين تم تعيين الذئب نائباً للأسد



مصرع زهرة

صباح ذات يوم حدث شجار بين جميع الزهرات المرصوصة بعناية فى آنية الزهور فوق طاولة الطعام ، وأصرت كل منهن على أنها الأجمل على الإطلاق ، وتصاعد الشجار حتى وصل الأمر للصراع بالأيدي والأقدام فى مشهد قل أن تراه عين من هؤلاء الزهرات الفاتنات ، ولما سقطت أول ضحية وخضبت مفرش الطاولة بدمها العاطر ، كان على السيد أن يجد مخرجاً ، فما كان منه إلى أن صاح فيهن قائلاً هذه الزنبقة الحمراء هي أجملكن جميعاً ، ثم مد يده إليها فقطع عنقها فى عنف وهى تصرخ 



اللؤلؤة المسحورة

أبحر ماتشو من أقصى الغرب إلى جهة الجزيرة الشرقية للزواج من الأميرة الجميلة ، ولما كانت الأسطورة تقول أن على من سيتزوج الأميرة أن يغوص فى الخليج ليأتى باللؤلوءة المسحورة مهراً للأميرة ، قرر ماتشو القيام بما كان يتوجب عليه فعله ، وعندما وصل لقاع الخليج وجد ثلاث محارات فهم بأن يسلب أحداهن اللؤلؤة ، لكن أدرك ماتشو بعد حديث قصير معهن أن المحارات الثلاثة تحملن فى داخلهن لآلئ ذات نفوسة نقية تواقة لفعل الخيرات ، قرر ماتشو التخلى اللؤلؤة وعن حلمه بالزواج من الأميرة الجميلة فعلاً للخير وإيثاراً على نفسه ،ولما كانت نفسه هى أيضا جوهرة نقية ، وهبته كل لؤلؤة مكافأة ، فوهبته اللؤلؤة الصغرى الأميرة الجميلة زوجة وعشيقة ، ووهبته الوسطى حكم المملكة ، ووهبته الؤلؤة الحكيمة حب الناس ... فكانت أحب لآلئه


الغراب

يقضى الغراب فترة حبسه فى السجن بعد أن قبضت عليه النمور، لعدم قدرته على سداد ثمن الفأس التى استخدمها فى حفر قبر أخيه ، ولما ان كان الغراب قد استخدم كل رصيده من بطاقات الإئتمان العشر التى يحملها ، فقد ارتأت الضباع ضرورة حبس الغراب حتى يسدد ما عليه من ديون إئتمانية للضباع 



المؤذن

عندما ارتقى الشيخ درجات المأذنة وقت الفجر ليرفع الآذان ، جاءه الشيطان فى ثياب منتج فيديو كليب ليبدي له إعجابه بجمال وحسن صوته ، منذ ذلك اليوم وأعلن الحي عن مزادٍ لتحويل المسجد لمول تجاري كبير ، حيث سيقدم الشيخ أول عروضه الغنائية على مسرحه بمصاحبة الفرقة الروسية




إعدام قلب

لما وقع القلب فى عشق فاتنة الحي ، ووسدها نفسه ، إكتشف ضميره فعلته ذات مساء وأمسكه متلبساً بالجرم المشهود ، أقامت الأعضاء الحد عليه ، ومنذ ذلك اليوم يمضى الجسد فى الطرقات بلا قلب



إنهيار سد

عندما إنهار السد الذي كان يفصل بين نهريهما ، اختلطت مشاعر العاشقين فى قوة وعنف وحدث فيضان جارف من المشاعر المتدفقة فى سرعة وقوة جرفت معها جسديهما للأبد ،  ولم يعثر لهما على أي أثر ، ولم يبقى سوى زهور بيضاء نبتت فى ذلك الموضع لتحذر العشاق أن هنا دوامة



المجذوب

عندما التقاها ذات صباح لم يكن يعلم أن ثمة شئ سينبت فى قلبه تجاهها ، تلك المترعة فى الجمال النفسي ، والتى تأخذ رحلتها يومياً صعودا ناحية جبل النور ، ولما عبرت به ذات مساء وألقت عليه السلام ، كاد يطير من الفرح كونها أشرقت عليه ، وما إن مرت به بالمساء حتى تلاقت القلوب وتعانقت فى شوق الفجر للندى ، فلما اشرق حبهما على المكان ، انتحى بها جانباً وقال لها أشتاقك يا ملاكي فهل تكونى لى طيفاً وملاكاً احمله معى حيث حللت ، لكن المرأة أجابت فى إنكسار ... أن لا أصلح للزواج فأنا مسكونة بالجنيات ، فلما رأت إصراره على مجابهة الخطر من أجلها إستدعت الجنيات الثلاثة ، وراح الرجل يلاعب الصغرى ، ويقبل الوسطى ، ويحاور الكبرى حتى هام بهن وهمن به ، فلما اقبل الليل امتزجن فى جسد واحد هوى فيه الرجل عاشقاً ... فتزوجها ، ومنذ ذلك اليوم وهو مجذوب




أحكي لي يا ابي ... قصص للأطفال

 ترى ما هو شعورك عزيزى القارئ عندما تعود من مشوار شقائك اليومي لتقابلك أرق إبتسامة واجمل قبلة من فتاة في الثلاثة من عمرها وهي تجرى نحوك لتحتضنك وتحمل حقيبتك الثقيلة وتشعرك بأن ملاكها الحارس قد نزل بساحتها ، وتحاول كل ما تستطيع أن تحمله عن الأرض بهذا الجسد الصغير ، كم هو حجم فرحك لقبلة تطبعها علي يدك بحنو بالغ فرح فيمسح عنك كل آلام الكد اليومي في معركة الحياة ، تلك هي فرحي صغيرتي الجميلة الحنون ومن قبل كان أخوتها فلما شبوا عن الطوق قليلاً حملت هي الراية واكملت المشوار ، ولن أخبركم عن حال بيتنا الصغير عندما ينقلب الحال لتصبح فرح تلك العذبة كالإعصار الهادر الرافض لكل تلك المساومات والحيل التى علمتنا إياها الحياة وتُسرع مختبأة خلف الأريكة متكومة على نفسها مع جهاز الأيباد الخاص بها ومنعزلة تماماً عن هؤلاء الأشرار قاطنى البيت ... ولكن الجميل ان سرعان ما تعود أدراجها ليشع نورها ليضيئ اركان البيت الصغير وتملأ ضحكتها الدافئة جنباته.

 وكما تمتاز الزهور بألوانها وروائحها العطرة تمتاز فرح بعشقها لثلاث أشياء ، الكاكاو البارد ، والأيباد ، والنوم على كتفي او بجانبي بعد ان تستمع إلى حكاية ما قبل النوم ، ولضعفي أمام رغباتها كنت اقدح زناد خيالي الجموح لعلى أشبع نهمها بحكاية من وحي لحظات ما قبل النوم ،  وها أنا اشرككم معي تلك اللحظات



ماتشو المغامر العظيم

 كان يا ما كان يا سعد يا كرام ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي ... عليه الصلاة والسلام

 لما حول الساحر الشرير بتعويذته الرهيبة كل النمور في غابات الصين لقطط صغيرة ومرت السنين الطويلة ، كان على شخص واحد إنه يهزم السحر ويرجع النمور للغابة ويرجع السعادة لكل الحيوانات ، كان مغامرنا العظيم ماتشو الولد الصغير مطلوب منه أنه يجيب الجوهرة المسحورة من الجبل الشرقي ويرميها في فتحة البركان العظيم اللى كان مدفون فيه كل تعويذات الساحر الشرير ، وركب ماتشو حصانه ومشى ناحية الجبل الشرقي بدون تردد ، وبعد فترة وصل لبحيرة التماسيح حاول ماتشو يعبرها بالحصان ولكن الحصان خاف ، نزل ماتشو البحيرة يعوم هاجمته التماسيح رجع مانشو وهو حزين وفكر في طريقة لعبور البحيرة

 قعد ماتشو تحت شجرة بيعزف على الناي اللى كان جده حصل عليه لما هزم الساحر الشرير من سنين طويلة قبل جده ما يموت ويعود الشر للقرية ، وكان عزف ماتشو جميل الطيور اتجمعت على الشجرة فوق ماتشو والتمسايح بدأت تتجه ناحية العزف ، فكر ماتشو لم كل التماسيح اتجمعت وهو بيعزف ممكن يكونوا جسر يعبر من فوقه البحيرة ، وفعلا بدأ ماتشو يعزف وهو بيعبر من على التماسيح ولما عبر الناحية التانيه رفع ايده لربنا وشكره على أنه ما زال يحتفظ بناي جده وان ربنا ساعده انه يعبر ، لكن للأسف الحصان كان في الناحية التانية

 ماتشو قرر يكمل الرحلة وشنطته فوق كتفه لكن الطريق طويل ، ماتشو العظيم كمل المشي وبعد فترة وصل للغابة المظلمة ولما دخل الغابة ما كانش شايف أي  طريق من الضلمة ، ولأن ماتشو العظيم كا بيحب يتعلم افتكر ان في درس العلوم في المدرسة درسوا ان فيه خنافس مضيئة بتعيش في الغابة داخل شجرة البلوط ، فكر ماتشو لو استخدم الخنافس المضيئة حتنور الطريق له ، ودور على شجرة بلوط ووصل لجحر الخنافس وجمع منها كمية كبيرة في كيس شفاف كان معاه والنور فعلاً كشف الغابة المظلمة ومشى ماتشو في طريقه على نور الكشاف العجيب

 لما وصل ماتشو لنهاية الغابة المظلمة كان تعب من المشي وقرر ينام تحت شجره ، وفعلا نام ماتشو ولكن الخطر كان 
 موجود فوق رأس ماتشو ، على أغصان الشجرة اللى نام ماتشو تحتها كان فيه ثعبان ضخم أنيابة بينقط منه السم ونزل ناحية ماتشو وحيهجم عليه وفجأه وقف الثعبان لما وصل عند الكيس الموجود فيه الخنافس المضيئة ، الثعبان كان مريض وأنيابه محتاجه لعلاج والخنافس المضية كانت بتشفي من المرض.

 بدأ الثعبان يأكل الخنافس المضيئة وبعد فترة شعر بالراحة وخف الألم كان سعيد جداً ، وحب يشكر ماتشو فقرر الثعبان إنه يحمي ماتشو خلال نومه من اي هجوم عليه من الحيوانات المفترسه في الغابة.


 نامت فرح خلاص وبكره نكمل الحكايه ... تصبحوا على خير


هناك تعليق واحد:

  1. لا اقول سوى ان هذه القصص القصيرة حقا لامست قلبي ......

    ردحذف