الأحد، 10 مارس 2013

النهر


النهــــر


يحكى أنه فى غابة الحكماء يوجد نهر خفي من يستطيع الوصول إليه والشرب منه والتطهر بها يتحول إلى كائن شفاف ، وكانت حيوانات الغابة قد اعتادت أن يزورهم دوما طائر الهدهد الكبير كل عدة اعوام ليدلهم على مكان ذلك النهر ، وكانت تتبعه جميع آكلات العشب والقليل من الأسود ونادراً ما تبعه الذئب ولم تتبعه الزواحف ابداً حتى تعرف مكان ذلك النهر ، ولما رأت الأسود ان تلك الحملان والغزالات بدأن فى التحول الى ارواح نورانيه بعد رحلة الإغتسال بدأت الأسود تخشى ضياع الملك وبدأت الذئاب تتعاهد على التخلص من كل الحيوانات التى تحولت بالفعل وقامت كل الثعابين بنفخ سمها فى كل مكان على الطريق الذي تسلكه الحيوانات فى اتجاه النهر وحفرت الضباع حفراً كثيرة على الطريق وأخفتها بمهارة بالقش حتى تصير فخاخاً للحيوانات .. وبدأ الصراع يشتد فى الغابة بين الفريقين .... ومرت سنوات كثيرة ولم يعد الهدهد أبدا إلى الغابة ولكنه قبل أن يختفى للأبد كان قد حفر طريقاً نحو النهر ونزفت جراحه خلال ذلك كثيراً ليدل الحيوانات المسكينة نحو النهر

تحكى السلحفاة الحكيمة أن قليلاً هم العشاق الذين يحبون أن يتطهروا ودوما هم يبحثون عن علامات ذلك الطريق حتى إذا ما وصلوا إليه وشربوا منه لم يكن لهم الا أن يتحولوا الى أرواح نورانية تندمج فى جسد واحد وتحلق بعيدا ناحية الشمس فى رحلة لا رجوع منها مودعة آلام الغابة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق